نتنياهو يكافح لمنع سيطرة التيار "الأكثر عداءً للسلام" على الليكود

يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتعرّض لضغوط على الساحة الدولية، معركة سياسية داخلية قاسية تجبره على تعبئة مؤيديه لتجنب إغراق حزبه اليميني "الليكود" بخصوم متطرفين إزاء عملية السلام.

ومنذ الإثنين، 26-4-2010 يعقد نتنياهو ثلاثة اجتماعات يومياً تأخذ كل وقته تقريباً، ليتحدث مطولاً أمام أعضاء اللجنة المركزية لليكود، البالغ عددهم 2600 شخص، قبل تصويت حاسم لهذه الهيئة الخميس 29-4-2010 في تل أبيب.


والنقاش يبدو للوهلة الأولى تقنياً. فنتنياهو يأمل بتعديل ميثاق الليكود ما يسمح بأن تؤجل لمدة 20 شهراً انتخابات داخلية كان يفترض أن تجرى خلال شهر للمناصب العليا لمؤسسات أكبر أحزاب اليمين الاسرائيلي. ولانتزاع قرار في هذا الاتجاه يفترض أن يحصل رئيس الوزراء على ثلثي الأصوات في اللجنة المركزية.

لكن هذا الهدف التكتيكي يخفي رهاناً استراتيجياً هائلاً. فإذا جرت انتخابات داخلية في الأسابيع المقبلة كما هو مقرر فإنها ستفضي على الأرجح إلى اختراق للجناح القومي المتشدد الذي يمثله موشي فيغلين.

وكان فيغلين، الذي يعتبره نتنياهو عدوه اللدود، تمكّن من دخول الليكود قبل ثماني سنوات ونجح في الدفع إلى انتخاب أكثر من 200 شخص في اللجنة المركزية.

وفي الانتخابات التمهيدية للحزب في 2006 حصل فيغلين، الذي يتزعم "الحركة من أجل قيادة يهودية"، على 23% من الأصوات في مواجهة نتنياهو، لتولي قيادة الحزب.

وموشي فيغلين (48 عاماً) يؤمن "بإسرائيل الكبرى" وهو كابتن احتياط ومستوطن ورجل دين يهودي. وقد أمضى ستة أشهر في السجن إثر إدانته "بالتمرد على الدولة".

وفيغلين الذي يؤيد استخدام القوة، ينكر وجود الشعب الفلسطيني ويدعو إلى نقل عرب إسرائيل، حوالى 1,3 مليون شخص، "على أساس طوعي" إلى الدول العربية.

ويعارض فيغلين المبادرات التي وافق عليها نتنياهو حيال الفلسطينيين تحت ضغط واشنطن ومن بينها إزالة حواجز الطرق في الضفة الغربية ووقف بناء المستوطنات اليهودية 10 أشهر والموافقة على مبدأ قيام دولة فلسطينية. وقال نتنياهو مساء أمس الثلاثاء إن مؤيدي فيغلين "لن يعلمونا كيف نحمي القدس ولن يعلموني الأخلاق أو مبادئ التوراة".

وهو يرى أن خصمه يمثل "مجموعة أقلية وهامشية من المتطرفين الغريبين عن الليكود".

وفي حال وقع الحزب تحت تأثير فيغلين، فستتغير طبيعته بالتأكيد. وتشير وسائل الإعلام إلى "هيمنة المستوطنين الملتحين والذين يعتمرون القلنسوات" على الليكود.

وسيحرم نتنياهو، الذي سيقيده هذا التيار المتشدد، من هامش المناورة السياسية في الوقت الذي يؤكد فيه تصميمه على استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين.

ومن جانب آخر لن يتمكن وزير الدفاع إيهود باراك زعيم حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط، الذي ينتمي إلى التحالف الحكومي من التكيف مع تيار مثل الذي يقوده فيغلين، في الوقت الذي يحتج فيه نوابه على غياب التقدم في عملية السلام المجمدة منذ نهاية 2008.

ويعتمد التحالف الحكومي الذي شكل قبل عام، ويطغى عليه اليمين، على قاعدة برلمانية من 74 نائباً، من أصل 120 نائباً.

وحتى الآن، لم يُبد نتنياهو أي عجلة في الملف الفلسطيني. لكنه قد يضطر لتليين موقفه لأن الرئيس باراك أوباما يتطلع للتوصل إلى اتفاق سلام خلال عامين. ويمكن أن تبدأ محادثات غير مباشرة أو "بالواسطة"، قريباً بين الإسرائيليين والفلسطينيين برعاية الولايات المتحدة.